أخر الاخبار

شرح حديث إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها

 شرح حديث إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها

إن الجنة هي المسعى الذي يطمح إليه كل مسلم للعيش فيها خالداً وهي وعد رب العالمين لكل من آمن به وعمل ما يرضيه وتجنب ما يغضبه، وقد اصطفى الله أهل الجنة من عباده للفوز بهذا النعيم الدائم كما أننا نضع شرحا يعيننا في نيل الجنة وهو شرح حديث إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها

شرح حديث إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " قال النبي صلى الله عليه و سلم إن في الجنة غرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال لمن هي يا رسول الله ؟

 قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام."


يمكن شرح حديث ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها

 كما يلي:


شرح إن في الجنة غرفاً

تبدأ الجملة بإن للتأكيد على وصف  غرف الجنة ويقصد بالغرف في هذا الموضع أعلى الأماكن في الجنة التي تحمل من الجمال ما لا يخطر على بال بشر.


أما عن كلمة " تُرى" فقد بنيت للمفعول للتعبير عن شفافية تلك الغرف وأنها تظهر الموجود ورائها، ويكون الفوز فيها لكل من اتصف بمجموعة من الصفات.


شرح لمن هي يا رسول الله؟

جاءت الصيغة الاستفهامية في هذه الجملة عقب التعرف على وصف غرف الجنة عن الصفات المطلوبة لنيل تلك الغرف والتي أشار إليها الرسول كما يلي:

لمن أطاب الكلام: وهنا يقصد بطيب الكلام كل ما هو سهل لين لا يحمل أي غضاضة أو غرور في حديثه مع الغير، وذلك كما ورد في الحديث الشريف " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".


وأطعم الطعام: فمن أهم صفات المؤمن أن يحرص على إطعام الفقراء وعابري السبيل والإحسان إليهم، حتى إطعام الطيور والدواب يؤجر المسلم عليها.


وأدام الصيام: يقصد بها المداومة على صوم النوافل دون الاقتصار على الفرائض فقط، بحيث يصوم من كل شهر ثلاثة أيام على الأقل، ولا يقصد بذلك الصوم دون انقطاع فالصوم بلا انقطاع منهي عنه.


وصلى لله بالليل والناس نيام: أي كل مسلم حرص على أداء الصلاة وقت النوم دون انتظار مراقبة أي إنسان ولكنه يبتغي فقط التقرب إلى رب العالمين والمداومة على ذلك حتى لو بركعات قليلة.

اقرأ أيضا: أن يتقنه حديث

 

وصف الجنة ونعيمها

وصف الله سبحانه وتعالى الجنة وما فيها في العديد من الآيات، ومنها قوله تعالى " مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ".


وهنا جاء وصف ماء الجنة بالماء الذي لا يتغير طعمه وأنهار الخمر والعسل واللبن وكل ما لم يأت ببال إنسان، أما عن وصف الجنة في مجملها فهي جنة تعلو السماء السابعة لها ثمانية أبواب، بنيت من الذهب والفضة ترابها المسك الأبيض والزعفران وحصاها اللآلئ الكبيرة.


أما عن أنهار الجنة؛ فيها نهر الكوثر الذي يُسقى منه المؤمنين، وفيها نهر البيدخ وهو نهر الشهداء الذي يزيل عنهم كل أذى ويصبحون في تألق نور القمر.


وفي ثمار الجنة قيل أنها ثمار متوافرة بلا انقطاع ومنها السدر والتين والعنب والبلح والرمان، وأشهر أشجار الجنة شجرة الطوبى.


غرف الجنة 

جاء وصف غرف الجنة في قوله تعالى" لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" حيث تكون غرف الجنة متتالية فوق بعضها على هيئة قصور عالية مزينة بأجمل الزخارف.


 وقد ورد وصف الجنة أيضاً في شرح حديث ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها السابق الإشارة له بأنها غرف شفافة لا تخفي شيئاً موجود بداخلها.


كما أن الجنة بها مساكن كثيرة؛ من القصور والبيوت والخيام، كما يوجد بها قصور الفضة والذهب وقصور الزبرجد، وتُبنى كافة المساكن للذاكرين المسبحين.

درجات الجنة 

تختلف درجات الجنة باختلاف الأعمال الصالحة؛ حيث يحصل الصالحون من العباد على الدرجات العليا من الجنة، أما الدرجات الدنيا يدخلها الأقوام التي سبق دخولها الجنة عذابهم في النار أو كانت أعمالهم دون أعمال أهل الإيمان والتقوى


تبلغ درجات الجنة مائة درجة وأعلى الجنان هي جنة الفردوس التي يحصل عليها الشهداء والمجاهدون والمتقون الله، كما توجد في الجنة درجات أخرى مثل جنة عدن وجنة الخلد ودار السلام



وصف أهل الجنة

في إطار شرح حديث ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها جاء وصف أهل الجنة وفقاً للعديد من الإسنادات الشرعية كما يلي:

  • يظهر أهل الجنة بطول ستين ذراع وعرض سبعة أذرع مثل سيدنا آدم أبو البشر عليه السلام، كما يكون العمر ثلاثة وثلاثين مثل عمر سيدنا عيسى 

  • أما عن طعام أهل الجنة يكون أوله زيادة كبد الحوت ويأكلون لحم الطير، ويشربون الماء من عين سلسبيل، كما أنهم لا يمخطون، ولا يتبولون، ولا يتمغطون، ولكن يخرج منهم ريح كالمسك.

  • ملابس أهل الجنة من الحرير ويرتدون الذهب واللؤلؤ، كما أن لهم خَدَم 

  • يتزوج الرجال من الحور العين فائقات الجمال التي ينشر إصبع الواحدة منهن ضياء يفوق ضياء القمر، ينظرن إلى أزواجهن فقط و تظل الحور بكر حتى بعد أن يجامعها زوجها.

  • كما يزول عن أهل الجنة كل خوف وغل وحقد، لا ينامون ولا يموتون ولا يمرضون خالدين في نعيم الجنة دائماً.


سبل الفوز بالجنة

ذكر الله سبحانه وتعالى العديد من الطرق التي يصل بها المسلم إلى الجنة كما ورد في شرح حديث ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها، كما يمكن الوصول إلى الجنة باتباع ما يلي:

  • الإيمان الصادق بالله تعالى وعدم الشرك به استناداً لقول النبي صلى الله عليه وسلم" أُذِّنَ في الناسِ أنَّه من شهِدَ أن لا إلَه إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له مخلِصًا دخل الجنة."

  • أداء الفرائض وتجنب كل ما هو حرام وما يغضب رب العالمين.

  • اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كافة مناحي الحياة.

  • طلب العلم النافع ونشره وإفادة الغير به.

  • ذكر الله سبحانه وتعالى وتسبيحه واستغفاره في كافة الأوقات.


 ما صحة حديث إن في الجنة غرفا؟

يعد حديث إن في الجنة غرفا من الأحاديث الصحيحة، وفي الحديث وصف جمال غرفها وشفافيتها وجعل ذلك مشروطاً بالعديد من الأعمال الصالحة مثل المداومة على الصيام وقيام الليل وطيب الكلام والإحسان إلى الغير.

من هو راوي حديث إن في الجنة غرفاً ؟

راوي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الملقب بأبي الحسن وهو ابن عم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من العشرة المبشرين بالجنة وأحد الخلفاء الراشدين، وأُخرج الحديث في سنن الترمذي، وقام بتحسينه الإمام الألباني رحمه الله.


هل الغرفة هي الفردوس؟

الأمر محتمل أن تكون الفردوس هي المقصودة عند ذكر غرف الجنة، حيث أن الغرف متتالية فوق بعضها من حيث الدرجات وقد ورد ذلك في شرح حديث ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها، لذلك لا يمكن التأكد من أن هذه الغرف هي أعلى درجات الجنة على الإطلاق على الرغم من منزلتها الرفيعة.


في نهاية المقال، قدمنا لكم شرح حديث ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها بالتفصيل والتعرف على شروط الوصول إلى غرف الجنة ووصفها، كما تم عرض وصف الجنة وما فيها من نعيم وذكر أنهارها وأشجارها، وأهم صفات أهل الجنة وسبل الوصول إليها.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-